Pages

السبت، 11 يونيو 2016

إصلاح الخلل



تخيل معي هذا المشهد:
بيت جميل في الليل فيه مصابيح كثيرة،  لكن بعض هذه المصابيح لا يعمل!!!
بعض أجزاء البيت مظلمة!! موحشة!
 لن يكون منظر البيت جيداً وهو بهذا الشكل!
في هذه الحالة تحتاج تبديل هذه المصابيح المعطوبة أو إصلاح الخلل ليعود البيت مضيئاً مبهجاً جميلاً.
كذلك أنت هناك مناطق مظلمة لديك!
ابحث عن الخلل!  أين يوجد؟!
صلاتك مصباح!
النوافل مصباح!
برك لوالديك مصباح!
صيامك مصباح!
تعاملك مع الناس مصباح!
خلقك مصباح!
الأذكار في حياتك مصباح!
قراءة القرآن الكريم مصباح!
صدقتك على غيرك مصباح!
وغيرها الكثير من المصابيح في حياتك بعضها يعمل بشكل ممتاز!
وبعضها معطل ومظلم!
وبعضها يحتاج تجديد لضعف نوره!
هل تفقدت المصابيح في حياتك؟!
قد يكون بعضها يحتاج اصلاح ليعود النور إلى حياتك!
هل تظن أن هناك مناطق مظلمة في حياتك تسبب لك قلقاً وأرقاً وتنغص عليك عيشك؟!
حدد هذه المناطق، ثم ابدأ فوراً بعلاج الخلل حتى تكون حياتك مضيئة مبهجة.
لقد تحدث ابن القيم في كتابه (الجواب الكافي) عن المعصية باعتبارها مما يحدث مناطق مظلمة في حياتك!
ومما ذكره أن من آثار المعصية: الظلمة التي يجدها العاصي في قلبه : فان الطاعة نور والمعصية ظلمة ، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات .
قال ابن عباس : أن للحسنة ضياء في الوجه ، ونورا في القلب ، وسعة في الرزق ، وقوة في البدن ، ومحبة في قلوب الخلق ، وان للسيئة سوادا في الوجه ، وظلمة في القبر والقلب ، ووهناً في البدن ، ونقصا في الرزق ، وبغضة في قلوب الخلق .
كلنا مقصر لكن هل تفقدنا مواطن التقصير وبدأنا بالإصلاح؟!
إن كثير من القلق والتعب والهم الذي يصيبنا هو بسبب هذه المناطق المظلمة في حياتنا.
حياتنا تحتاج فحص كامل، ومن ثم تحديد الخلل!
ثم بعد تحديد الخلل نحتاج خطوات مدروسة في العلاج، خطوات مدعومة بقوة الإرادة والعزيمة والطموح لحياة أفضل، لحياة يملؤها الرضى والسعادة والطمأنينة.
إذا لم نستطع إصلاح هذه المصابيح المعطوبة فلنستعن بمن يستطيع إصلاحها!

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ, وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأانِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ, وَالصَّلَاةُ نُورٌ, وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ, وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ, وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ, كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو, فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا))
[أخرجه مسلم في صحيحه]
هناك في القرآن الكريم سورة كاملة اسمها سورة النور.
ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى النور والظلمة في القرآن الكريم، وان طريق الخير هو طريق النور وطريق الشر هو طريق الظلام.
تفكر! تدبر! في حياتك
حدد الخلل!
ابدأ الاصلاح!
ثم قس النتائج، ستجد فرقاً كبيرا في حياتك نحو الأفضل.
الضياء والنور بهجة وسرور!
كتبه/ الأستاذ محمد

5 مضان 1437هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق