رمضان و الطريق إلى الجنان


خواطر أبثها لكم عبر هذا المقال وأتمنى أن يستفيد منها كل مطلع عليها فيذكرني بدعوة.
رمضان هو شهر واحد، 30 يوما أو 29 يوما، لكنه ليس كأي شهر، ولا أيامه ولياليه كأي أيام وليالٍ، باب خير عظيم يفتح لتضاعف فيه حسناتك.
باب يفتح لتغير فيه حياتك للأبد!
لتسأل نفسك (ولتنظر نفس ما قدمت لغد)؟؟
وحتى لا تقول (يا ليتني قدمت لحياتي)!!
اسأل نفسك ماذا تعرف عن رمضان؟!!
لا بد من وقفة تفكير وتأمل!
هل ثقافتي الرمضانية كافية حتى أعبد الله على علم و حتى استمتع برمضان؟! إنها ثقافة أحكام الصيام...التراويح....قراءة القرآن الكريم...الدعاء...الذكر...الصلاة
هل قرأت هذه السنة شيئا عن رمضان؟!
هل هيأت نفسك ذهنيا لهذا القادم الذي قد يغيرك للأبد!
هل قرأت شيئا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم والتابعين رحمهم في رمضان؟!
قد يفيدك هذا الموضوع:


إننا نحتاج إلى إعادة تهيئة كما يقول التقنيون أو إلى إعادة برمجة بعد عام حافل!
تحتاج أن تنسى الماضي خصوصاً إن كنت مثلي من المقصرين حتى لا يفسد عليك الشيطان لذة هذا الشهر الكريم وينغص عليك روحانيته بتذكر آلام الماضي ومشاكله وهمومه وتقصيرك فيما مضى.
وأنت تصوم رمضان تأمل في نيتك لكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [أخرجه البخاري ومسلم]
فتصوم ايمانا وتصوم احتسابا وليس رأيت الناس يصومون فصمت!!
أو تصوم وأنت نائم طوال النهار فأي إيمان واحتساب لمن فعل ذلك؟!
رمضان له طعم خاص يملؤه الإيمان والذكر والعبادة والروحانية التي تسري في النفس حتى تطير النفس شوقا للمصحف وللركوع والسجود والدعاء.
حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء
                           هتفت به فطار بلا جناح وشق أنينه صدر الفضاء
ومعدنه ترابي ولكن جرت في لفظه لغة السماء
                           لقد فاضت دموع العشق مني حديثا كان علوي النداء
إننا نبث شكاوينا وهمومنا إلى الناس ليل نهار فلم لا نبثها خلال هذا الشهر للواحد القهار!
إننا نتسابق على كل فرصة دنيوية حتى ولو كنا نملك الكثير فهل نتسابق إلى الخيرات والهبات التي ستوزع في هذا الشهر الكريم من رب الأرض والسماوات!
لماذا يكون شهرنا المأمول مليء باللهو والعبث ومشاهدة الفضائيات والتنقل بين برامج الجوالات ومواقع التواصل الاجتماعي!
(إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا).
هل ننتظر مثلا أن يأتي تمديد لأيام الشهر حتى نلحق بالركب ونعمل الصالحات!
ما لم تغير من نفسك وطريقة حياتك وطريقة تفكيرك فلن يأتيك التغيير يبحث عنك لسواد عينيك!
استغل هذا الشهر لتضع حدودا بينك وبين ما يغضب فلا تتخطاها...
استغل هذا الشهر لتزيل ما علق بفكرك وعقلك من التشويش الذي حصل ويحصل عبر وسائل الإعلام المختلفة بشتى مشاربها...
اشتغل هذا الشهر لتقدم شيئا من الأعمال الصالحة التي عندما تتذكرها لاحقا تعطيك قوة وثباتا في حياتك المقبلة...
كم هو شعور رائع بل أكثر من رائع عندما تبقى في المسجد تقرأ القرآن الكريم بانتظار إقامة الصلاة...
كم هو شعور أكثر من رائع عندما تبقى في المسجد بعد انتهاء الصلاة فتذكر الله وتقرأ القرآن وتحس بالسكينة والطمأنينة التي قد تفتقدها وأنت خارج المسجد في خضم الحياة...
كم هو رائع أختي الكريمة وأنت في مصلاك تذكرين الله وتتنقلين بين آيات القرآن الكريم فتشعرين بالسكينة والطمأنية وتتذكرين أمهات المؤمنين والصحابيات والصالحات...
قد يفيدكن ويفيدكم الاطلاع على هذه الروابط:



اقرأ هذه الأحاديث الآتية وتأملها:
-قال صلى الله عليه وسلم: (( إنَّ لله عتقاءَ في كلِّ يوم وليلة، لكلِّ عبد منهم دعوةٌ مستجابة))، أي: في رمضان، وهو حديث صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده (7450).
-وروي عنه صلى الله عليه وسلم: ((إن لله - عز وجل - عند كل فطر عتقاء))، رواه أحمد في المسند: (22202)، والبيهقيُّ في "شُعَب الإيمان": (3605)
ما أجمل هذه الهدايا: عتقاء من النار و دعوة مستجابة...
أنا وأنت كلنا نريد أن نكون من هؤلاء...
ما الذي يمنع من ذلك؟!

كتبه/ الأستاذ محمد

24 شعبان 1437هـ